إن انهيار البلد الذي يعاني الناس من أكلافه وويلاته بوتيرة متسارعة، حتى صار الجوع واقعاً والانتحار خياراً، ليس وليد قرار أو حصيلة شهر أو حتى سنة من الأخطاء والإرباكات، بل نتيجة لسياسات مارستها وتمارسها المنظومة الحاكمة بكل مكوّناتها وبقافلة حكوماتها المتتالية منذ عقود. أما وقد وصلت البلاد إلى ما أوصلتها إليه هذه المنظومة السياسية الجشعة والظالمة بحق الأجيال، وخصوصاً بعد الانفجار/ الجريمة في 4 آب الذي دلّ على تخلّي مؤسسات الدولة عن أبسط مسؤولياتها، وعن عدم اكتراث المسؤولين عنها وكذلك المسؤولين عنهم، نرى أنه:
صار من واجبنا أن نتلاقى حول شعلة الأمل الوحيدة في هذه العتمة القاتمة، حول 17 تشرين وقيمها ونعمل لتأصيلها وتحصينها باعتبارها محطّة في مسار نضالي شعبي تراكمي ولتحويلها إلى مشهد سياسي دائم في المئوية الثانية من تاريخ الجمهورية.
إزاء تردّي الواقع الذي صار انهياراً وهذا الخصم المتعدّد الرؤوس والمستعد دائماً للجوء – موحّداً أو فرقاً – إلى أبشع الأساليب، وأمام خطر زوال الوطن كياناً ودولةً ومجتمعاً، وها قد أعطى الانفجار/ الجريمة في 4 آب نموذجاً عما يستطيع أن يعنيه الزوال، لا يسعنا نحن الواثقات والواثقين بأن التوافقات التي تجمعنا أوسع بكثير مما نختلف حوله، إلا تغليب المشترك بيننا، والاستعداد لمعالجة ما صار الناس يعانون منه وذلك من خلال العمل سويّاً، في القوى السياسية المعارضة وفي النقابات والقطاعات المهنية وفي المناطق والاغتراب من أجل:
- صياغة برنامج يمثّل مصالح الشعب اللبناني مبني على حاجاته الآنيّة والمستقبلية.
- توفير الملتقى الديمقراطي الضروري والقادر على استقبال كل من أعادت إليه وإليها 17 تشرين الأمل.